کد مطلب:90637 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:134
[صفحه 608] جِوَارِكَ، وَ زَائِرَتِكَ وَ الْبَائِتَةِ اللَّیْلَةَ فِی الثَّری بِبُقْعَتِكَ[2]، وَ السَّریعَةِ[3] اللِّحَاقِ بِكَ. قَلَّ، یَا رَسُولَ اللَّهِ، عَنْ صَفِیَّتِكَ صَبْرِی، وَرَقَّ عَنْهَا[4] تَجَلُّدی. إِلاَّ أَنَّ لی فِی التَّأَسّی بِسُنَّتِكَ وَ[5] عَظیمِ فُرْقَتِكَ، وَ فَادِحِ مُصیبَتِكَ، مَوْضِعَ تَعَزٍّ. فَلَقَدْ وَسَّدْتُكَ فی مَلْحُودَةِ قَبْرِكَ، وَ فَاضَتْ بَیْنَ نَحْری وَ صَدْری نَفْسُكَ، وَ غَمَّضْتُكَ بِیَدی، وَ تَوَلَّیْتُ أَمْرَكَ بِنَفْسی. بَلی وَ فی كِتَابِ اللَّهِ لی أَنْعَمُ الْقَبُولِ:[6] إِنَّا للَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ[7]. فَلَقَدِ اسْتُرْجِعَتِ الْوَدیعَةُ، وَ أُخِذَتِ الرَّهینَةُ، فَمَا أَقْبَحَ الْخَضْرَاءَ وَ الْغَبْرَاءَ، یَا رَسُولَ اللَّهِ[8]. أَمَّا حُزْنی فَسَرْمَدٌ، وَ أَمَّا لَیْلی فَمُسَهَّدٌ، وَ هَمٌّ لاَ یَبْرَحُ مِنْ قَلْبی[9] إِلی أَنْ یَخْتَارَ اللَّهُ لی دَارَكَ الَّتی أَنْتَ بِهَا مُقیمٌ. كَمَدٌ مُقَیِّحٌ، وَ هَمٌّ مُهَیِّجٌ. سُرْعَانَ مَا فَرَّقَ اللَّهُ بَیْنَنَا، فَإِلَی اللَّهِ أَشْكُو[10]. وَ سَتُنَبِّئُكَ ابْنَتُكَ بِتَضَافُرِ أُمَّتِكَ عَلَیَّ وَ[11] عَلی هَضْمِهَا حَقَّهَا[12]، فَاحْفِهَا السُّؤَالَ، وَ اسْتَخْبِرْهَا الْحَالَ، فَكَمْ مِنْ غَلیلٍ مُعْتَلِجٍ بِصَدْرِهَا لَمْ تَجِدْ إِلی بَثِّهِ سَبیلاً. وَ سَتَقُولُ، وَ یَحْكُمُ اللَّهُ وَ هُوَ خَیْرُ الْحَاكِمینَ[13]. [صفحه 609] هذَا وَ لَمْ یَطُلِ[14] الْعَهْدُ، وَ لَمْ یَخْلُ مِنْكَ الذِّكْرُ. وَ السَّلاَمُ عَلَیْكُمَا سَلاَمَ مُوَدِّعٍ، لاَ قَالٍ وَ لاَ سَئِمٍ. فَإِنْ أَنْصَرِفْ فَلاَ عَنْ مَلاَلَةٍ، وَ إِنْ أُقِمْ فَلاَ عَنْ سُوءِ ظَنٍّ بِمَا وَعَدَ اللَّهُ الصَّابِرینَ. وَاهٍ وَاهٍ، وَ الصَّبْرُ أَیْمَنُ وَ أَجْمَلُ. وَ لَوْ لاَ غَلَبَةُ الْمُسْتَولینَ عَلَیْنَا لَجَعَلْتُ الْمُقَامَ عِنْدَ قَبْرِكَ لِزَاماً، وَ اللَّبْثَ عِنْدَهُ عُكُوفاً، وَ لَأَعْوَلْتُ إِعْوَالَ الثَّكْلی عَلی جَلیلِ الرَّزِیَّةِ. فَبِعَیْنِ اللَّهِ تُدْفَنُ ابْنَتُكَ سِرّاً، وَ یُهْضَمُ حَقُّهَا قَهْراً، وَ یُمْنَعُ إِرْثُهَا جَهْراً، فَإِلَی اللَّهِ، یَا رَسُولَ اللَّهِ، الْمُشْتَكی، وَ فیكَ، یَا رَسُولَ اللَّهِ، أَحْسَنُ الْعَزَاءِ. صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكَ، وَ عَلَیْهَا السَّلاَمُ وَ الرِّضْوَانُ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ[15].
اَلسَّلاَمُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ، عَنّی، وَ عَنِ ابْنَتِكَ، وَ حَبیبَتِكَ، وَ قُرَّةِ عَیْنِكَ[1]، النَّازِلَةِ فی
صفحه 608، 609.